Tuesday, August 12, 2008

طفلتان بهائيتان يتم طردهم من المدرسة بسبب ديانتهم

سؤال لوزير التعليم

بقلم نبيـــل عـمـــر- جريدة الاهرام
قد جاءتني رسالة من والد طفلين تحمل وقائع في غاية الغرابة‏,‏ فالطفلان المصريان مهددان بأن يحرما من حق التعليم حرمانا دائما‏,‏ لأنهما ليس مسلمين ولا مسيحيين‏,‏ وإنما بهائيين‏,‏ فالطفلة نور وسيم كمال الدين عمرها ست سنوات ونصف السنة وهي في سنة أولي ابتدائي‏,‏ بالمدرسة البريطانية بالرحاب‏,‏ والطفلة هناء وسيم عمرها ثلاث سنوات ونصف السنة ويريد الأب أن يلحقها بنفس المدرسة‏,‏ لكن المدرسة لم تقبلها بل وطردت الإبنة الأكبر‏,‏ لماذا ؟‏..‏ لأن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعليمات بأن تكون شهادات ميلاد التلاميذ بالكومبيوتر‏,‏ والجهات الرسمية ترفض أن يشارك الكومبيوتر في استخراج أي مستندات مكتوب عليها بهائي‏,‏ لكنها أيضا ترفض أن تضع شرطة في خانة الدين بدلا من كلمة بهائي‏.‏

وللعلم عبارة أن مصر دولة إسلامية ليس معناها حرمان غير المسلمين من حقوق المواطنة أيا كانت ديانتهم‏..‏
المهم أن والد البنتين أخذ أوراقهما الي الادارة التعليمية بالقاهرة الجديدة‏,‏ كي تصدر قرارها بقبول التلميذتين بشهادتي ميلاد ورقية نظرا لوضعهما الخاص‏,‏ فقال له محمد عبد السلام الكومي مدير التعليم‏:‏ آسف ليس هذا من اختصاصي‏..‏ اذهب الي الوزارة‏!‏

فذهب الي الوزارة‏,‏ فقالوا له‏:‏ اكتب شكوي في مكتب خدمة المواطنين
كتب الأب الشكوي وانتظر اسبوعا‏,‏ وراح يسأل فأجابوه‏:‏ الشكوي راحت الي مديرية التربية والتعليم‏..‏
توجه الأب إلي المديرية فقالوا له‏:‏ الشكوي أرسلناها الي مديرية التعليم بالقاهرة الجديدة‏.‏

عجيبة‏..‏ لقد رجع الأب إلي نفس الشخص الذي ذهب إليه أول مرة‏,‏ فوجد تأشيرة تقفل باب التعليم في وجه ابنتيه بالضبة والمفتاح‏:‏ لا تقبل شهادة الميلاد الورقية ولا يعتد بها ولابد من من تقديم شهادة كومبيوتر‏!‏

وسؤالي للسيد محمد مدير التعليم بالقاهرة الجديدة والدكتور يسري الجمل وزير التعليم‏:‏ هل شهادة الكومبيوتر أهم من الدستور المصري الذي ينص علي أن التعليم حق مكفول لكل المواطنين ؟‏!‏

هل مخالفة الدستور أخف وأسهل من مخالفة قرار وزاري ؟‏

علي فكرة حرية العقيدة ليس معناها حرية ممارسة الشعائر فقط‏,‏ فالأهم ألا يقع علي أصحاب العقائد والديانات الأخري ضرر أو تمييز من أي نوع بسبب اعتناقهم دينا مخالفا لدين الأغلبية‏,‏ والاسلام بنصوص قرآنية صريحة ودون مواربة أو تأويل أو تفسير يؤمن تماما بحرية العقيدة ولا يقبل أي إكراه يمارس علي المخالفين له‏.‏‏‏

No comments: