Wednesday, January 16, 2008

في مادة حقوق الإنسان بجامعة الإسكندرية يتعلم الطالب أن البهائية ضد الآداب - جريدة القاهرة


مقال للاستاذ طلعت رضوان
العدد رقم404 بتاريخ 1-15-2008




أستاذ جامعي ينافس الأصوليين في هدم الولاء الوطني في مادة حقوق الإنسان بجامعة الإسكندرية يتعلم الطالب أن المسيحيين ليسوا مواطنين بل من أهل الذمة الأستاذ الجامعي يعلم طلابه أن البهائية ضد الآداب منهج حقوق الإنسان يحرض علي تكفير المختلف دينيا ويصفه بالمرتد ما الفرق بين أستاذ مادة حقوق الإنسان بجامعة الإسكندرية والأصولي المعادي لكل البشر والمقتنع بأن طريق الجنة مفروش بجثث المختلفين معه دينيا طلعت رضوان شاء قانون المصادفة أن أقرأ مقرر كلية الآداب جامعة الإسكندرية سنة أولي عن مـــــادة حقوق الإنسان ، حيث جاء في البند ثانيًا مايلي : حرية العقيدة منوطة بالأديان السماويــــــــــة الثلاثة : عدم جواز توثيق عقود زواج البهائيين لأن البهائية ليست من الأديان السماويـــــــــــة وتتعارض معها وبعد ذلك يشرح أستاذ المادة الأسباب فيقول استقر القضاء الإداري علـــي أن حال البهائية لايجوز القياس بينها وبين الأديان الأخري التي اعتبر الإسلام معتنقيها من أهل الذمة . يُتركون علي ما هم عليه وتستحق عليهم الجزية وهكذا في أول درس مـــــــــن دروس حقوق الإنسان يتعلم الطالب أن المصريين المسيحيين ليسوا مواطنين ، وإنما هم من أهــــل الذمة وتستحق عليهم الجزية أي أن الأستاذ الجامعي ينافس الأصوليين في هدم الولاء الوطني. أما موقف الأستاذ الجامعي من البهائية ، فهو كما يلي : ولايجوز الحجاج بحرية العقيـــــدة وحرية ممارسة الشعائر التي كفلها الدستور للقول بوجوب الاعتراف بالبهائية الي أن يقــــــول يجب للاعتداد بالعقيدة وآثارها وللسماح بإقامة شعائرها أن تكون منبثقة عن الأديان المعترف بها وهي اليهودية والمسيحية والإسلام وألاّ تكون مخالفة للنظام العام والآداب ، أي لايجوز الردة في الإسلام ، لأن المرتد يبطل عمله ولايقر علي ردته ويهدر دمه وهكذا لايكتفي الأستــــــــــاذ الدكتور بإعلان موقفه الرافض لحق البهائيين في اعتناق ما يؤمنون به ، وإنما يُعلن أيضًـــــــا أن البهائية ضد الآداب وهذا هو الدرس الثاني . أما الدرس الثالث فهو تربية الطلاب علي قتل المختلف دينيًا ، بالنص علي أن المرتد يُهدر دمه . لا يجوز توثيق زواج البهائيثم يستطرد الأستاذ الدكتور قائلا ومتي تثبت مخالفة البهائية للنظام العام ، امتنع مباشرة أي تصرف لأتباعها ، بوصفهم بهائيين أو ترتيب أي حق علي هذه التصرفات ، لأن الباطل لاينتــــج إلاّ باطلا . لهذا فإن زواج البهائي أيًا كان أصل ملّته يكون باطلا بطلانًا مطلقًا،ولايجوز توثيقه . وهذا هو الدرس الرابع الذي يتعلّمه الطلاب في مادة حقوق الإنسان حرمان البهائيين من حـق أساسي من حقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية ، أي حق الإنسان في توثيق زواجــه وما يترتّب علي ذلك التوثيق من حقوق للأبناء . يُعلل الأستاذ الدكتور موقفه من البهائية ، بــــأن يُذكّر الطلبة بالقانون الصادر عام 1960 بشأن حل المحافل البهائية ووقف نشاطها ..الخ . وفي مادة حقوق الإنسان يتعلّم الطلبة أيضًا ما يلي بطلان زواج المرتدة ، عدم توريــــــــث المرتدة ، عدم استحقاقها للمعاش ثم يستطرد شارحًا ولما كانت القوانين الوضعية في مصر ، خلت من أية نصوص تشريعية تحكم الحالة القانونية للمرتد عن دين الإسلام ، كما أن أعــــــراف المجتمع المصري لاتهتم بحالة المرتد إلاّ في نطاق قواعد الأخلاق ، لذا يتعيّن الرجوع في شأنها الي مبادئ الشريعة الإسلامية التي تقضي بأن المسلم الذي يرتد عن دين الإسلام ، سواء الـــــي دين سماوي آخر أو الي غير دين ، لايقر علي ردته في هذه الفقرة يعترف الأستاذ الدكتور أن أعراف المجتمع المصري لاتهتم بحالة المرتد إلاّ في نطاق قواعد الأخلاق وقواعد الأخـــــلاق كما يُعرّفها علم الاجتماع هي أن معيار تقييم الإنسان هو تعامله مع أبناء وطنه ، فإذا كان شريفًا في تعاملاته مع الآخرين ، فهو مواطن صالح ، والعكس صحيح ، وذلك بغض النظر عـــــــــن معتقداته الشخصية في الأديان . وأعتقد أن هذه الفقرة كتبها الأستاذ الدكتور من مخزون الوعي الجمعي لشعبنا المصري ، الذي ورث عن أجدادنا المصريين القدماء قيمة التعددية وقيمة التسامح الفلسفي ، التسامح القائم علي احترام معتقدات الآخرين ، ولكن الأستاذ الدكتور يتجاوز هـــــــــذا المعني الحضاري ، ويصر علي تكفير المختلف دينيًا ويصفه بالمرتد . التفريق بين الزوجين أمر طبيعي!!كما يتعلّم الطلبة أن محكمة النقض قضت ببطلان زواج المرتدة عن دين الإسلام اذا تزوّجت بعد ردّتها بغير مسلم ووجوب التفريق بينهما . وقضت محكمة القضاء الإداري بعدم جواز تغيير اسم المرتد وديانته في بيانات البطاقة الشخصية قديمًا وحديثًا وهكذا يتم توجيــه عقل الشباب وتدمير وجدانهم الفطري باقناعهم بأن تشتيت الأسرة التفريق بين الزوجين شيء طبيعي ، وأنه لا مبرر للنظر الي أية اعتبارات إنسانية أو اجتماعية ، ولا مراعاة لخصوصيــــــة الإنسان ، ناهيك عن الموقف المتعامي عن الأولاد بعد التفريق بين الأب والأم . ويتعلّم الطلبة أنه اذا كان قانون الإرث لم يتناول المرتد إلاّ أن العمل في كل ما يتعلق بإرث المرتد وأحكامه يكون طبقا لأرجح الأقوال من مذهب أبي حنيفة . ذلك أن المرتدة عن الإسلام يُعتبر زواجهـــــا بالموروث باطلا ولا تستحق معاشًا عند وفاته أي أن سيادة أستاذ مادة حقوق الإنسان لم يكتــــف بتفريق الزوجين ، فيُضيف عقوبة أخري بجانب تشريد الأسرة ، وهي حرمان الزوجة من معاش زوجها . وشاء قانون المصادفة معي أن أقرأ ورقة امتحان حقوق الإنسان لنهاية الفصل الدراســــي الأول للعام الجامعي 006 007 كلية الآداب جامعة الإسكندرية يوم السبت 61007 وجاء في السؤال الثاني ما يلي : أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمها أثناء المحاضرات عـــن وضع البهائية في مصر ، يؤكد اتجاه القضاء الإداري القديم الذي درسته . أذكر من واقع فهمك للمحاضرات حكم القانون فيها والمبادئ التي وضعها القضاء الإداري في هذا الشأن . ثــــــــم استعرض الآثار المترتبة علي حكم القانون فيها ، ذاكرًا أمثلة من واقع الحماية القضائية،مختتمًا إجابتك بتحديد متي وأين نشأت وأهدافها من واقع فهمك للمحاضرات .بالطبع علي الطلبة - كي ينجحوا في الامتحان - أن يكتبوا ما درسوه . وأنه لايجوز القياس بين البهائي والمسيحي ، لأن الأخير من أهل الذمة وعليه أداء الجزية . وأن البهائي مرتد ، والمرتد يُهدر دمه والتفريق بين الزوجين وعدم استحقاق المعاش وعدم تغيير اسم المرتد وديانته في بيانات البطاقة الشخصية . وبالطبع كذلك فإن أحدًا من الطلبة لا يرغب في الرسوب في مادة حقوق الإنسان وبالتالي يترسّخ في وجدان وعقل الطلبة 19 سنة أن المختلف دينيًا أو عقيديًا ليست له أية حقوق ، بل أكثر من ذلك فإن دمه مهدر . واذا كانت هذه المفاهيم المعادية لأبسط حقوق البشر ، يتم تدريسها في مادة حقوق الإنسان فما هي المفاهيم التي يتم تدريسها في مادة نقيضة اسمها الحقوق غير المشروعة للإنسان ؟ وما الفرق بين الأستاذ الجامعي والأصولي المعادي لكل البشر والمقتنع بأن طريق الجنة مفروش بجثث المختلفين معه دينيًا ؟ والي أية حفرة مظلمة يأخذنا التعليم في مصر ؟ والي متي سوف يستمر التعليم والإعلام والثقافة السائدة في مغازلــــــــــــــــة الأصوليين ؟ وهل يمكن أن يتبني الليبراليون مطلبًا واحدًا ويدافعون عنه ، وهو إلغاء خانة الديانة من كل المحررات الرسمية ، رحمة بكل من يعانون من ثقافة وافدة لا تعرف الرحمة ؟


No comments: